رواية رحيل وجاد بقلم حنان اسماعيل
اظن ده يغطى قيمة التلفون
قالها وهو يكسر الهاتف بقدمه عدة مرات ونزار غير مصدق لما يحدث حوله قبل ان ېصرخ فى جاد قائلا
نزار انت ايه اللى عملته ده انت اټجننت
جاد پغضب والشرر يتطاير من عينه
جاد الجنان انى اتجرأ واصور بنت من غير اذنها وخاصة لما تكون اساسا صعيدية عندنا هنا بنقول تضيع فيها رقاب
نزار محاولا اخفاء خوفه بسخرية طيب اعمل ايه ماهى اللى بترقص حلو
نزار حلو حبيبى الرقم حلو كتير ويجيب بدل التلفون تلاتة
قالها
وهو يرحل مبتعدا
عاد جاد للمكان بعدما طلب من بهجت ان يغير الموسيقى المشتعله بحجة علو صوتها وتسببها بالازعاج للرجال خلال اتفاقاتهم
ارتبكت من نظراته الغاضبة فإنسحبت متجهة للفندق
كان الطريق للفندق تملؤه اشجار النخيل واشجار اخرى كثيفه مع وجود عدة حمامات سباحة فى
اماكن متفرقه بخلاف استراحات اخرى من الكنب المصنوع من الخشب القديم
رحيل سيب ايدى انت اټجننت ولا ايه
جاد پغضب شديد انتى اللى شاكلك اتجننتى ومش حاسة انتى بتهببى ايه
رحيل بإستغراب يعنى ايه بهبب ايه اتكلم كويس
جاد وهو يعصر ذراعها بقوة حتى انها تألمت
جاد قاعدة تترقصى اودام الناس بمنظرك ده
رحيل ااانا كنت برقص زى ماالكل مابيرقص وبعدين الشال كان مغطى كتفى وبعدين انت مالك اذاكان جدى كان موافق
جاد پغضب اكتر جدك ماكانش واخد باله ان فى واحد قاعد يصورك وانتى بتتمايلى فى مياصة عشان لما يرجع بيتهم ينزل الفيديو على النت ولا يخليه يبقى فرجته يتفرج عليه هو واصحابه وتبقى تسليتهم
رحيل انت مچنون تصرفات غلط ايه اللى بتتكلم عنها على اساس انك شايفنى رقاصة اودامك ولا لابسة بدله رقصة مثلا
جاد متفحصا ملابسها وهو يعدل الشال بيده حول كتفها بإهتمام
جاد يعنى انتى عاجبك هدومك دى
بلعت ريقها مما يفعله قائله بعناد اه عجبانى
رحيل ممكن تعدينى جدى زمانه قلقان عليا
اوسع لها الطريق وهو يراقبها تبتعد فى خطوات واسعه
فى صباح اليوم الثانى تناولت الافطار فى المطعم مع جدها على منضدة مقابله لمنضدة جاد والذى كان يتناول فطوره مع سويلم
نهض كى يصب لنفسه شاى عندما رآها تعد لنفسها فنجانا من النسكافيه
كالين حبيبتى رحيل وحشتينى
ثم التفتت الى جاد
كالين انا بجهز رحله بحرية باليخت اللى تبع بهجت يلا تعالوا معانا هتبسطوا اوووى هنصطاد ونغطس ونشوى ونرقص
رحيل معلشى انا
قاطعها جاد وهو يتفحصها بعيناه الثابتتين اه وماله ليه لاء
رفعت رحيل عيناها اليه ثم سكتت
فإقتربت منها كالين وهى ترجوها قائله
كالين حبيبتى رحيل وحياتى تيجى انا ضيفتكم وعاوزاكم معى نتبسط سوا
نظرت رحيل لجاد والذى كانت عيناه ماتزالان تتابعانها بشغف وكأنها تسأله عن الاجابة
ترددت لثوانى قبل ان تومئ براسها بالايجاب لمحت ابتسامة خفيفة ظهرت على وجهه
تهلل وجه كالين كالاطفال وهى تنسحب قائله
كالين هروح اجهز نفسى بسرعه واقول لحسان انكم خلاص جايين
انصرفت فتظاهر جاد بأخذ قطعه سكر من امام رحيل وهو يقول
جاد بجدية مش هتجهزى نفسك
ابتسمت دون ان ترفع وجهها اليه ولم تجبه واستدارات محاوله الانصراف قائله
رحيل والله دى حاجة متخصكش
ابتسم لعنادها تاركا كوبه الفارغ كى يجهز نفسه كان سويلم يتابعهم منذ بداية حديثهم بعيدا وعيناه ترمقان جاد ورحيل بقلق
دخل جاد غرفته كى يغير ملابسه لملابس تتناسب مع جو البحر عندما طرق الباب ففتحه ليجد سويلم امامه بوجه عابث ادخله وعاد لما يفعله فسأله سويلم فى جدية
سويلم انت بتعمل ايه ياجاد بيه
اجابه جاد دون ان يرفع عيناه وهو يربط حذائه الرياضى فى لامبالاة
جاد زى ماانت شايف يجهز نفسى طالع رحله بحر
سويلم بجدية اكثر انا مش بسألك على ده انت فاهم انا بسألك عن ايه
انتبه جاد اليه اكثر بعدما اعتدل واقفا قائلا
جاد انت عاوز تقول ايه ياسويلم وضح كلامك
سويلم قربك من بنت الجارحى
جاد مرتبكا قرب ايه اللى بتتكلم عنه ياسويلم انت اټجننت ولا ايه
سويلم بجدية ياريت ويكون اللى انا ملاحظه ده غلط
جاد بجدية ملاحظ ايه
سويلم كلامك معاها وعينيك اللى متبعاها فى كل مكان ووشك اللى بتتغير ملامحه لما بتظهر
جاد مقاطعا فى ڠضب بس متكملش
جاد پغضب مانسيتش ولا عمرى هنسى
سويلم طب كويس انا بس حبيت افكرك بنت الچارحية مش لك ولا عمرها هتكون حتى لو مكانتش بنت الچارحية وكانت بنت ناس تانيين برضه مكانش ينفع انت خاطب فاطنة بنت عمك من صغركم واسماعيل لو ساكت عليك دلوقتى
مش هيسكت علطول وفى اقرب وقت هيحدد ميعاد الفرح
جلس جاد مكانه صامتا وقد تبدلت ملامحه
فى نفس الوقت كانت رحيل تعد نفسها امام المرآة وهى سعيدة قبلت المرآة وهى تتذكر نظراته اليها
اخذت تلف بفستانها الذى اخرجته من الدولاب بسعادة قبل ان ترتديه
اعتذر لها جدها عن الذهاب معهم لإحساسه بالارهاق فلم ترجوه كثيرا كى تلحق بهم وبخاصة جاد وصلت وانتظرته طويلا فلم يظهر تحرك اليخت بهم وعيناها تتابعان الميناء لعله يظهر فى اخر وقت
مرت بهم ساعات طويله وهم فى البحر كان الجميع يرقص ويغنى بينما اكتفت هى بالجلوس مع قائد المركب وكان رجلا عجوزا صيادا قديما جلست بجواره طوال الرحله وهو يصطاد كان يحكى لها عن البحر وانواع السمك وطرق الصيد كانت تستمع له وهى حزينة شاردة تتساءل عما جرى لجاد وعن عدم لحاقه بها كما ظنت من تلميحه اليها
حتى ان كالين نفسها تضايقت من عدم حضوره واشتكت لرحيل بذلك
عادت ليلا وعيناها تبحثان عنه لعلها تجده فى انتظارها على الميناء الا انها لم تجده فخاب ظنها
مرت بجدها للاطمئنان عليها فلاحظ شرودها وحزنها فطمأنته انها تقريبا من دوار البحر واستأذنته كى تذهب للنوم
كادت ان تدخل غرفتها الا انها قررت ان تمر بالدور الذى توجد به غرفته خاصة وانها كانت لاتعلم رقمها
صعدت للدور وتمشت به لعلها تلمحها فجأة لمحت كالين تقف فى احد طرقات خارج باب غرفه جانبية وهى تعاتب احد اقتربت اكثر دون ان يلمحها احد واستمعت لصوت كالين وصوت جاد وهما يتحادثان كانت كالين تعاتبه عن عدم حضوره لليخت مثلما اتفق معها فأبلغها بإنشغاله وانه سيعوضها عن ذلك
يتبع
الجزء الرابع
صدمت رحيل مما رآته وانسحبت عائدة الى غرفتها ظلت طوال الليل تجول فى غرفتها حائرة وغاضبة من حالها وعما وصلت اليه بسبب هذا المخلوق القاسى الغريب
فى صباح اليوم الاخر نهضت وارتدت ملابسها ونزلت لتناول افطارها مع جدها وجدته يفطر هو الاخر مع رجله سويلم لم ينظر اليها