رواية رحيل وجاد بقلم حنان اسماعيل
معانا عشان الدبل
جاد بضيق انا ماليش فى جو الدبل ده قلت لك اشترى اللى انت عاوزاه
ام اسماعيل بقولك ايه ياجاد الست والدتك رحمة الله عليها كانت سايبة دهب بقول
جاد مقاطعا فى ڠضب سيبى دهب امه مكانه يامرات عمى اللى بنتك هتختاره هيجيلها
قالها وانصرف مغادرا
اسماعيل معاتبا امه قلت لك بلاش تفتحى سيرة دهب امه هو عمره ما هيفتح حاجتها
كانت العادة ان تشترى اكبر عائلات الصعيد مصوغاتها من جواهرجى قديم وشهير فى المدينة المجاورة لهم وكان معروفا باقتنائه للمصوغات الغالية والانيقه كان محله كبيرا يتكون من عدة ادوار
اجلسهم جورج كلا فى مكان منفصل لعلمه بالخلاف بينهم وقدم لكل منهم تشكيلات واسعه ومتنوعه كلا حسب ذوقه
كانت رحيل صامتة شاردة غير مهتمة بما يقدم لها بينما انهمكت زوجة عمها بإختيار ماتراه مناسبا من وجهة نظرها وجدها صالح يراقبها فى آسى لما لاحظه عليها من تعاسة
اغمضت عيناها بعدما مرت به فى حزن بينما راقبها وهى تركب السيارة
جاء اليوم المحدد لزفافها كانت الانوار معلقه من اطراف البلدة وصولا لقصر جدها والاعيرة الڼارية تطلق بإستمرار والذبائح تجهز كى تطهو استعدادا للمساء
كان جاد عصبيا منذ بداية اليوم خرج بسيارته من اول الصباح وعاد مساءا وهو اكثر عصبية غير ملابسه وامتطى حصانه مسرعا يخترق به اراضيه فى ڠضب حتى عاد منهكا نام ساعتين ونهض اخذ حمامه ونزل كان الجميع ملتفين حول مائدة الافطار جلس بينهم وطلب قهوته دون فطور باغتهم قائلا فجأة
تهللت اسارير فاطنة وامها بينما اندهش اسماعيل الا انه رحب وهو يهز رأسه قائلا لجاد
اسماعيل شفت اللى حصل امبارح
جاد بعدم اكتراث خير فى حاجة فى شغلنا حصلت
اسماعيل لاء قصدى فى فرح ولاد الچارحية
جاد منتبها هو وفاطنة وامه فاستطرد اسماعيل قائلا وهو يمضغ طعامه
اسماعيل البت بنتهم بيقولوا هربت ولا معرفشى ايه
اسماعيل بسخرية اه والله زى مابقولك كده بيقولوا فى اخر لحظة العروسة مظهرتش وصالح الجارحى اضطر يجوز الواد يونس لواحدة تانية بنت حد من ولاد عمه عشان شكلهم
فاطنة يالهوى دى تبقى اټجننت بس مش غريبة عليها تعملها ماهى بجحة
رمقها جاد پغضب ثم اعتدل قائلا فى محاوله لاخفاء اهتمامه
جاد من قالك ده يااسماعيل
اسماعيل الواد عويس الغفير
نهض جاد مستأذنا لتذكره عمل ما ورائه
خرج ونادى سويلم ان يتبعه لاسطبل الخيل تبعه سويلم والذى باغته قائلا
سويلم انا عارف هتسألنى فى ايه
جاد بفضول هى صحيح هربت
سويلم لاء لما سمعت الكلام اللى اتنتور من بالليل سألت الراجل بتاعى عندهم قالى ان جدها ركبها امبارح بالليل عربيته ووصلها للمطار وكمل الفرح بعد مابعت لابن عمه شعبان انه يجهز بنته عشان هيجوزها يونس
شرد جاد وهو ينظر ناحيه قصرها قائلا فى نفسه
جاد بصوت منخفض
وهو يبتعد عن سويلم قائلا واخرتها معاكى يابنت الجارحى
قبل ساعات
صالح مالك يارحيل ليه ده كله
رحيل بحزن بلاش ياجدى عشان خاطرى
صالح مستفهما بلاش ايه يارحيل
رحيل بلاش يونس بلاش هنا خالص خلينى ابعد عن هنا ياجدى عشان خاطرى لو فعلا بتحبنى
صالح بتأثر وانتى عندك شك للحظة انى بحبك يارحيل ده انتى الغالية بنت الغالى اغلى من روحى وربنا اللى يعلم
رحيل خلاص خلينى ابعد عن هنا ياجدى لو بتحبنى بلاش تربطنى بيونس وانت عارف انى هعيش معه تعيسة ابعدنى عن حساباتك ياجدى عشان خاطرى
انحنت على يده تقبلها ثم على قدمه وهى تبكى بحرقه
رحيل انا مش عاوزة اعيش هنا ياجدى ارجوك ابعدنى عن هنا لو فضلت هنا ھموت والله العظيم ھموت
صالح وهو يرفع وجهها اليه بعيد الشړ عنك ياحبيبتى طب صارحينى فى حد فى دماغك غير يونس حد من مصر يعنى زميلك ولا حد عرفتيه
هزت رأسها بالنفى قائله لاء ياجدى صدقنى انا راضية تجوزنى اى حد تانى بس بعيد عن هنا ومش دلوقتى بعد شوية انا من الاول وافقت وانا مش عاوزة ياجدى وانت كنت عارف ده وكنت شايف ان مرات عمى مبتطقنيش ويونس نفسه مستنى الفرصة اللى ابقى فيه مراته ويتحكم فيا ويذلنى
صالح وهو يهز رأسه آسفا عارف يارحيل بس قوليلى اعمل ايه هو فى الاخر ابن عمك ومن لحمك ودمك وقلت هيخلى باله منك طب دلوقتى اتصرف ازاى ده المأذون زمانه
جاى طيب عامة انا هتصرف غيرى هدومك واقفلى الباب عليكى ومتفتحيش لحد الا لما ارجعلك
ظل صالح يفكر بعض الوقت قبل ان يبعث لشعبان ابن عمه كى يأتى بإبنة من بناته الخمسة حالا بعد ان يجهزها لتزف ليونس والذى ثار وتوعد لرحيل وكاد ان يكسر باب غرفتها بعدما ابلغه جده بإنهاء زيجتها منه الا ان ټهديد جده له لو فكر ان يمس شعره من رحيل كافى بأن يقطع كل علاقه له معه وتهدئة امه له جعله يهدأ ويتقبل الامر الواقع ويتزوج الفتاة الاخرى حفاظا على شكله امام الناس بعدما اكدت له امه انها سوف تبلغ الجميع عن طريق الاقارب وخادمات القصر بسوء فهمهم لحقيقه زواج ابنها من رحيل وانه كان قد فسخ الخطبة منذ زمن
اخرج صالح رحيل من الباب الخلفى اثناء انشغال الجميع بالفرح وتأكد من توصيلها للمطار الى القاهرة مع سيدة خادمتها الكبيرة
بعد مرور اسبوع كانت رحيل داخل فرع للنادى مع صديقات لها بعدما الحت عليها سيدة ان تخرج من حاله الحزن التى تعيشها منذ عودتهم من البلدة
عادت لباركينج السيارات لتبحث عن سائقها الا انها لم تجده وجدت فرد من الامن يبلغها ان السائق وجد اطارات السيارات كلها فارغه فذهب كى يصلحها وانه اتصل لها بسيارة من سيارات اوبر وان السائق ينتظرها
اتصلت بسائقها فإعتذر عن تأخره فطمأنته انها بخير وانها سوف تستقل سيارة للبيت
مشت مع فرد الامن قليلا حتى وصلت للسيارة التابعه للشركة التى ابلغها بها وجدتها سيارة كبيرة جيب فاخرة تحمل ارقام الصعيددارت الشكوك بداخلها فصارت للامام قليلا وجدت ذراع تمتد من خارج نافذة السيارة احست بقلبها يخفق بقوة كانت يده عرفتها من الساعه التى يرتديها
كان هو الاخر فى نفس اللحظة يراقبها من خلال مرآة السيارة الجانبية
وقفت متسمرة