روايه لم تكن خطيئتي كاملة لجميع فصول الرواية بقلم الكاتبه سهام صادق
الخالي ضاربا قبضه يده فوق
الحائط
بتحولي تعصبيني مش
كده ياشمس
انا ياكريم
هتفت ببراءه تجيدها فالتمعت عيناه ڠضبا وهو يتذكر نظرات احد زملائهم
مش قولتلك بلاش كلام مع طارق انتي مش شايفه بيبصلك ازاي
مالك ياكريم في ايه انا حره اتكلم مع أي حد احنا كل اللي بينا صداقه وزملاء عمل مش اكتر
واردفت تلعب دورها بأتقان
مش انت اللي قولت كده
متغيريش الكلام ياشمس كلامك مع طارق في حدود الشغل مش اكتر ولبس ضيق تاني لاء
ضحكت وهي تدفعه بعيدا عنها
قولتلك انا حره ياكريم
قبض علي كفه بقوه حانقا من برودها معه منذ أن أخبرها انه يحب زوجته وان ما بينهم انتهى ولن تجمعهم الا صداقتهم القديمه والعمل
انا مبعندش ياكريم هقولهالك تاني انت اختارت نكون اصدقاء وبس
لم يعجبه ما يسمعه منها
نظرت إليها جارتها التي تماثلها بالعمر وكانت نعمه الصديقه والشقيقه
شوفتي الدكتور قالك ايه ياقدر قالك اهم حاجه النفسيه
طالعتها قدر بوجه مبتسم ومازال حديث الطبيب عالق بأذنيها
تلتزم العلاج والراحه النفسيه واقل من عام ان شاء الله ستحمل طفلا
يارب يايسرا
التقط كريم منها المنشفه يمسح يديه بعد أن انتهى من تصليح ذلك الصنبور
معلش ياكريم معنديش حد اطلب منه مساعدته غيرك اخواتي وقطعوني من ساعه ما صممت وأطلقت وبابا من ساعه ما اتجوز بعد ماما الله يرحمها ونسي
ان عنده بنت
انا موجود ياشمس لو احتاجتي اي حاجه اطلبيني من غير ما تترددي مفهوم
نظر لساعته يدلك عنقه متنهدا
لا لازم اروح عشان قدر
اشرب بس قهوتك دقيقه واحده بس
اتجهت نحو المطبخ دون أن تترك له ثانيه واحده للاعتراض مجددا
زفر أنفاسه وهو ينظر لهاتفه يضغط على رقم قدر منتظرا ردها وقبل ان يسألها عما أخبرها به الطبيب كانت تخبره بكل شئ بسعاده
طب الحمدلله ياحببتي اتصلي ب ماما بقى وفرحيها
كنت بتكلم قدر
التقط منها فنجان القهوه مرتبكا يحرك رأسه مجيبا عليها
الدكتور المرادي طمنا ان خلال السنه ديه قدر ممكن تحمل
انقلبت ملامح شمس ولكن سريعا أدركت خطأها
ان شاء الله ربنا يرزقكم
أنتي مخلفتيش ليه من جوزك
تنهدت شمس وهي تتذكر عدم رغبه زوجها للانجاب والمره التي حملت بها انهال عليها ضړبا حتى ڼزفت وماټ جنينها ذو الاربعة أشهر
واردفت تنفض رأسها عن تلك الذكريات المريرة
القهوه عجبتك
تلذذ كريم من آخر رشفه بقهوته وأدرك عدم رغبتها في الخوض عن حياتها السابقه
تسلم ايدك
وضع الفنجان وكاد ان ينهض فأسرعت نحوه مقتربه منه تعدل له من هندام قميصه
كل ذكرياتها معه كانت تثير غثيانها ولكن الآن هي أمام هدف اخر يجب أن تفوز به
تمام كده
ابتعدت عنه بعدما هندمت له قميصه لتنظر اليه وهو يبتلع لعابه بصعوبه من شده اثارته
التمعت عيناها وهي ترى مدى تأثيرها عليه ومدت يدها نحو لحيته تداعبه بأبتسامه مغوية
الدقن فيك جميله اوي ياكريم
زفر أنفاسه دفعة واحده فلم يعد لديه طاقه لتحمل المزيد ولكن شيطانه جعله يتراجع يزين له كل شئ بمتعه خالصه بطلائها ورائحتها أصبحت تطبق فوق أنفاسه تثير غرائزه ويدها الناعمه وابتسامتها زادت كل شئ سوء
شمس انتي بتعملي فيا ايه انا راجل متجوز
انقلبت ملامحها وهي من ظنت انها اوصلته للحد الذي لن يتراجع فيه ابتعدت عنه تنظر اليه حانقة
شكرا ياكريم على خدماتك والمره الجايه هبقي افكر مليون مره قبل ما اطلب خدمه من راجل متجوز
أنتي بتقولي ايه طب اعمليها كده
كانت خبيره بطباعه المتقلبه ابتسمت وهي تعطيه ظهرها اجابه عن سؤاله
اتفضل ياكريم مينفعش تفضل عندي اكتر من كده روح لمراتك اللي مستنياك
أثارت حنقه
جلس بسيارته يلتقط أنفاسه المسلوبه لا يصدق ما كان سيفعله
اتأخرت عليا ياكريم كل ده بتزور صاحبك في المستشفى
ربت فوق خدها يتحاشا النظر إليها
معلش ياقدر قبلت ناس صحابي فالقعده طولت
كانت غائبه بعقلها في تلك الرائحه التي تشمها فوق قميصه
كريم ايه الريحه اللي علي هدومك ديه
ارتبك وهو يسحب لياقه قميصه يشتم رائحه شمس
مش شامم حاجه ياقدر
واردف وهو يصطنع كذبه
اه الريحه فريد صاحبي ياستي طلب مني اروح معاه اشتري ليه ازازه ريحه لخطبته من عند محل رائف تعالي بقى احكيلي عملتي ايه عند الدكتور
واستطاع جذبها بحديثه وهي تقص له عن كل شئ وعن اتصالها بوالدته التي لأول مره تعاملها بحسنه متمنيه ان يصدق ذلك الطبيب وترى أحفادها
ملحقتش افرح بيك اسف ياحبيبي
شعر بالاختناق من تدفق الذكريات لينهض مسرعا نحو المرحاض يستجدي من رطوبه المياه ان تطفي نيران قلبه المشتعله
عيناها كانت عالقه بدبلة خطبتها وتنهيده بائسه تخرج من بين شفتيها وآه محپوسه تود ان تصرخ بها ولكن ما باليد حيله هي وافقت وانتهى الأمر
فاقت من شرودها على رنين هاتفها تنظر لرقم المتصل ولم يكن الا أدهم ابن عمها وخطيبها وقريبا زوجها
الحسره ملئت فؤادها بعدما انطفئ الهاتف فهى لا تظلم نفسها وحدها إنما تظلم
طرفا اخر معها
وعاد رنين الهاتف ثانيه لتلتقطه
ايوه ياادهم
مبترديش ليه يالبني
والحجة كانت موجوده على طرفي شفتيها كالمعتاد
كنت بره الاوضه
اه تمام مستعده للامتحانات
زفرت أنفاسها تغمض عينيها
يعنى
ربنا معاكي ياحببتي انتي قدها
كلماته كانت ټحرقها أدهم يعاملها بكل حب ورقي وهي لاتريد كل هذا إلا من آخر لا تستطيع لومه فقد فعل كل شئ مع أهلها وهم وحدهم من حكموا عليها بالتعاسه
اخذ أدهم يخبرها عن حياته التي قضاها بأمريكا ودراسته هناك وحزنه علي شقيقته فمازال لا يصدق انها رحلت وتركتهم فلا حديث يستطيع الكلام به الا هذا ف لبنى خجوله ولا تحب الكلام عن المشاعر وكان هذا ما يظنه
تحرك من جانبها بهدوء يطالع ملامحها المستكينه وبخطوات هادئه خرج من الغرفه متجها الي غرفه أخرى
ضغط على زر الاتصال بأنفاس متهدجه يمسح فوق عنقه منتطرا ردها
الفستان اللي بعتيلي صورته ميتلبسش ياشمس مفهوم
اتسعت ابتسامتها بأنتصار فخطتها تسير نحو المطلوب
على فكره انا كنت باخد رأيك بس في شكله وهو عجبني وهلبسه
صړخ بصوت محتد ولكن أدرك فداحة خطئه يلتفت حوله پخوف من استيقاظ قدر
شمس هي كلمه الفستان ده ميتلبسش
تمتمت بنبره ناعمه بعدما وصلت لمبتغاها
اوك ياكريم هسمع كلمتك عشان تعرف اد ايه انت غالي عليا رغم اني لسا زعلانه منك
تسارعت ضربات قلبه وهو يتذكر تلك الليله بأحداثها وانتهت في صبيحة اليوم التالي بأشعاره لها بالذنب وانه خان زوجته
تصبحي على خير ياشمس
أغلق الهاتف لتنظر الي هاتفها بتصميم
رمقها وهي تقف أمام المرآه تنظر لملامحها الهادئه الجميله
حلو الفستان ياكريم
ابتسم لها يفحصها بعينيه
أنتي اللي بتحلي اللبس ياقدر
اتسعت ابتسامة قدر تستمع لاطراءه المحبب لقلبها كريم أصبح حنون معها تلك الفتره بشده ظنت ان وصايا الطبيب هي السبب في المقام الأول لم تشعر بالحزن فهى كأي زوجه بسيطه عاديه لا تطلب الا حياه هادئه
تعلقت بذراعه بعدها لتذهب معه لحفل خطوبه احد أصدقاءه
ركبت السياره جواره الي ان وصلوا للمكان المنشود وكان اول ما وقعت عليه عين كريم هي شمس التي ترجلت من سيارة طارق زميلهم والابتسامه تشق شفتي كلاهما
ڠضب ساحق كان يرسم فوق ملامحه ولم يخفي عن أعين شمس فهذا ما ارادته أبتسمت بنصر ولكن ابتسامتها تلاشت سريعا عندما رأت قدر تمسك يده فيبتسم اليها وقد تجاوز حنقه
سارت بجوار طارق بحنق ولكن داخلها كانت مصره ان تنتصر في معركه لا شرف فيها فهى ليست الا سارقه تبني سعادتها على حياة أخرى
مين ديه ياكريم
تعلقت أعين قدر بها
ديه زميله معانا في البنك
اشمعنا ديه اللي سألتي عنها
طالعتها قدر ثانية
لانها الوحيده عماله تلفت الانظار حواليها
وأردفت بسعاده تتذكر ما اخبرها به
سيبك من سؤالي ده كان مجرد فضول هنتعشا بره زي موعدتني
كان بالفعل ينوي تنفيذ وعده ولكن عيناه
تعلقت بضحكات شمس ليعتصر قبضته
معلش ياقدر عندي مشوار مع رائف
ونظر الي ساعه يده وقد اشاح عيناه بعيدا عن ملامح قدر التي تبدلت للحزن فقد علقت امالا كثيره بتلك العزيمه فهى لا تخرج الا قليلا واغلب ذهابها اما للسوق او الأطباء سواء لها او لرفقة والدته
انا بقول كفايه كده ويلا بينا
حاول تجاوز شعور الذنب الذي اقتحم فؤاده ولكن وجود شمس وحركاتها كانت المسيطره عليه
ذهبوا
نحو سيارتهم ليخرج هاتفه باعثا رساله لشمس بأن تذهب لشقتها وتنتظره
تنهد شهاب وهو ينظر لابن شقيقه وأغلق الملف الذي أمامه لتتعلق أعين أدهم به
احنا لسا مخلصناش مراجعه الملف
مالك ياادهم مش حاسس انك مبسوط من ساعه خطوبتك انت ولبنى
واقترب منه يجلس فوق المقعد المقابل له
انا صحيح عمك بس في الأول احنا صحاب
ابتسم أدهم على كلمه عم فشهاب مازال لم يتجاوز التاسع والثلاثون من عمره
بلاش عم ديه انت اللي يشوفك يقول عليك أصغر مننا
ضحك كلاهما وقد ظن أدهم ان شهاب سينسي اجابه سؤاله
متحاولش تهرب من كلامي
لبنى في حد كان في حياتها ياشهاب لبنى مبتحبنيش
كان يعلم أن ابن شقيقه سيكتشف الأمر بشعوره
مش ديه لبنى اللي كانت متعلقه بيا قبل ما سافر أمريكا
اسئله كثيره كان يطرحها أدهم
مع صراعه الداخلي ولكن لا اجابه كان يتلقاها
اتكلمت انت ولبني
تعلقت عيني أدهم نحو الباب المغلق عليهم
مستني تخلص امتحاناتها وقبل ما ترجع البلد هتكلم معاها يمكن نلاقي حل
عين العقل لبنى فضلها اسبوع وتخلص امتحاناتها ساعتها اقعدوا مع بعض وتكلموا انا اكتر حد نفسي تتجوزه ياادهم انتوا الاتنين الأقرب لقلبي
ثم نطق اسمها مجردا كالمعتاد
ياشهاب
لتعود ضحكاتهم ثانيه وعادوا لعملهم وقلب أدهم مشغولا بتلك التي في الأعلى تذاكر دروسها
ازاحت كتابها جانبا تلتقط هاتفها تسجل دخولها لحسابها الجديد الذي انشأته حتى تتابع اخباره تعلم انها ليست فكره جيده وانما تسمى خېانه ولكن الشوق كان هو من يقودها عمر نفذ ما أخبرها به وحذف اي رابط بينهم وابتعد بشرف ولكن هي لا تستطيع
فتحت
صفحته التي لا يخفى فيها منشوراته انما يستطيع دون الأصدقاء الاطلاع على اخر اخباره لم يكن ينشر شيئا ولكن اصدقاءه كانوا يشيرون اليه بالمنشورات وخاصه الصور التي يتم التقاطها لهم بالمشفى او مؤتمر طبي
وقعت عيناها على اخر صوره وهي نفسها التي رأتها امس وقبل امس ولكن كلما نظرت اليه تنهدت بحزن فقد استطالت لحيته وملئ الحزن ملامحه كما ملئ قلبه
سقطت دموعها وهي تعترف لحالها
محبتش غيرك ولا هحب ياعمر
انتظر قدومها داخل سيارته علي بعدا مناسب من البنايه التي تقطن بها ترجلت من سياره طارق تشيح له بيدها وتبتسم وسارت نحو البنايه لينظر لها حارس ممتعضا مخاطبا حاله
مالناش دعوه ياحسنين
لم يتمهل كريم كثيرا وصعد البنايه خلفها ومن حظه كان حسنين قد انصرف نحو غرفته الجانبيه لجلب كوب الشاي من زوجته
فتحت باب الشقه فيدلف كريم بوجه جامد غالقا الباب خلفه يلتقط أنفاسه
كريم انا جايه تعبانه